19 مايو، 2015

انتبه وأنت تركض خلف السعادة فقد تتجاوزها !!



يوجد بيننا أناس يشعرون بأن حياتهم لا معنى لها،لمجرد أنهم لم يحققوا بها ما يريدون،ولم يفعلوا بها ما يحلو لهم.

ويوجد آخرون يتساءلون عن معنى الحياة،فهم لا يعرفون .هل لحياتهم معنى؟ بل هل باستطاعتهم إيجاد معنى لحياتهم؟!

هذه التساؤلات تثير الحزن والكآبة وتثير غبار الأفكار القديمة والتي تربط وجود معنى لحياة أناس دون آخرين لمجرد توهمات فردية!! لذلك نسمع دوما أن من ينجح فإن حياته لها معنى. ومن يكون سعيدا فحياته لها معنى. ومن يكون مرفهاً ويملك كل ما يريد فإن حياته لها معنى.


هل يعني ذلك أن- بقية خلق الله – لا معنى لحياتهم!!

من حق الجميع أن يكون لحياتهم معنى.هم من يمتلكون تحديد ذلك.ومجرد امتلاكهم تحديد معنى لحياتهم فهذا يجعل لحياتهم معنى عظيما.

نردد دوما أن الحياة جميلة،وتكون أجمل عندما نضيف لها ما نريد،ونشعر بها كيفما نريد! إذاً نحن المسؤولون عن جمالها وعن قبحها،وعن وجود معانٍ جميلة وثمينة خلالها،ووجود معانٍ بشعة ورخيصة فيها.

طالما أنت تعيش في هذه الحياة وتشعر بوجودك.فأنت لك معنى وكلامك له معنى وإيماءاتك لها معنى. وأنك لو سعيت للسعادة أو لم تسع لها فستأتيك لا محالة!! فكم من شخص يلهث خلف السعادة ولا يعلم أنه من فرط حماسه وغفلته تجاوزها وتركها خلفه!! وبعضهم يفتش عن السعادة،ويلتفت يمنة ويسرة؛دون أن يعلم أنها بداخله!فيبدو كمن يبحث عن نظارته وهي على عينيه!!!

من ينام قرير العين فلم يظلم ولم يحقد ولم يشتم من حوله. فقد أعطى معنى جميلا لنفسه،وجعل لحياة الكثير من الناس معنى.

وهبهم الحب والتقدير، ومنحهم الحقوق والواجبات .فاستراح وأراح ،وسعد وأسعد،وشعر بالرضا وشعر من حوله بالرضا.احترم الآخرين فأُعطي راحة البال.

من يسعد الآخرين فإنه يعد من أعظم صناع السعادة في الحياة.

يصبح مروجا للبسمة ونافذة تدخل النور والبهجة والسعادة وكل معنى جميل للناس. فمن يبذر بذرة صغيرة،فقد قدم معاني جميلة للدنيا وأهلها.

من لم يفعل شيئا سوى التنفس فقد منح الزهور والنباتات ثاني أكسيد الكربون فجمل الكون وأسعد أهل الكون دون أن يشعر!!!

إن تحلينا بالإيمان والحب والعلم والعمل والرضا والعطاء، أصبحت المعاني الجميلة تسكننا ونسكنها فيخيل إلينا أن السعادة والمحبة والفرح والبهجة تخيم على العالم أجمع.

فيزيد رصيد دنيانا من المعاني الأصيلة الجميلة الرائعة.

لا تعتقد بأن وجودك كعدمه. فقد تعني الكثير لمن حولك.قد تكون أنت أهم وأبرز معنى لحياة من حولك. قد تكون أنت الرقم المميز بينهم. قد يكون وجودك وقودا لهم لكي يستمروا مشعين حاملين شموعهم فوق رؤوسهم فيصبحون نبراسا لك وللآخرين.

آمن بربك، واشكره على أن وهبك الحياة. أما كيف تشكره؟ فاجعل لحياتك معنى وتذكر بأن من يقدم الزهور للآخرين فستبقى رائحتها بيده.

زهور







17 مايو، 2015

من هو؟


سُئِلَ حَكِيْمْ مَنْ هُوَ ؟؟؟؟؟


من القوي من النــاس ؟

قال : هو من يستطيع أن يكبت جماح نفسه

فقيل له ومن الضعيف ؟
فقال : هو من تسمع صوته مدويــا

قيل فمن هو العبقري ؟
قال : هو من يختلف عليه اثنان

فقيل له ومن هو العــادي ؟
قال : هو من يتفق عليه اثنان

قيل ومن هو العاقل ؟
قال : هو من ينحني للعواصف

قيل فمن هو المجنون ؟
قال :هو من يدعي العقل

فقيل من هو التافه ؟
قال : هو من يتصور أنه أذكى النــاس

قيل فمن هو الثرثــار ؟
قال : هو من يتحدث دون معنى 

فقيل له من هو الفصيح ؟
قال : هو من يوجز في حديثــه

قيل فمن هو العالم ؟
قال : هو من تجد عنده المعرفــة 

قيل ومن هو الكــاتب ؟
قال : هو من يكتب بإحســاسه لنفسه 

قيل فمن هو الصادق ؟
قال : هو من يصدق أولا مع نفســه 

فقيل ومن هو الكــاذب ؟
قال : هو من الشيطان بنفسه 

قيل فمن هو النــاقص ؟
قال : هو كل إنســان 

فقيل للحكيــم فمن هو الكــامل ؟
قال : الله سبحانه وتعالى

تحويل حافلة المدرسة إلى البيت









12 مايو، 2015

نعمة الذوق

"نعمة الذوق"

د.أميرة علي الزهراني - مجلة اليمامة

    نعمة «الذوق» من النعم العظمى التي ما كنّا سنحمد الله عليها ونستشعر فضلها لولا وجود قليل الأدب والذوق..

وكما أن الله قد يبتلينا بالمرض والفقر والفقد والهم، قد يبتلينا كذلك، بغياب الذوق. وهو بلاء أشد وأعظم. لأن الأولى لا حيلة لنا فيها، أقدار مكتوبة نسلّم بها عن رضى وصبر، بينما انحدار الأخلاق وسوء الطباع من صنع أيدينا ومحض رغبتنا وشر نفوسنا التي لم نحسن تهذيبها!!

ما زلت حتى هذه اللحظة غير قادرة على نسيان الحرج والألم اللذين أحدثتهما موظفة القبول والتسجيل حين أتيت وروحي تلهث في ظهيرة آخر يوم من المدة المحددة للتسجيل لمرحلة البكالوريوس.. وبعد أن حملقت الموظفة في وجهي وملامحي المحتقنة علّقت بازدراء وسخرية أمام الطالبات المستجدات والموظفات في البهو الكبير.. «تو الناس!.. متى صحيتِ من النوم يا شاطرة»؟! لم يطرأ ببالها الساذج أن الاحتقان قد يكون لسبب آخر غير الاستغراق في النوم! كنتُ قبل أن آتي للتسجيل بأيام قد فقدت أبي.. بكيت لفقده كما لم أبك من قبل!!

وذات يوم، في حفل زواج بهيج وبعد انتهاء الأمسية سألتني امرأة: « أنتِ متزوجة»؟! أجبت «لا». (لم أكن حينها متزوجة وخمنت أنها تريد خطبتي). بعد حملقة فاحصة، سألت: «وش تنتظرين؟!» أجبت: السائق. صرخت بعصبية: أقول وش تنتظرين إلى الآن ما تزوجتِ!!

كتب شاب في مدونته: عندما تخرجت بذلت أقصى ما أستطيع من أجل الحصول على وظيفة حتى لو كانت في غير تخصصي، وذات يوم، وفي غمرة شعوري بالكآبة والضيق من حالي، وافقت على الذهاب مع أبي لإحدى المناسبات من باب التغيير والترفيه والهروب من التفكير في أزمتي. وفيما المجلس يغص بالرجال بادرني أحدهم: طالب وإلا موظَّف؟ أجبت: تخرجت حديثاً ومازلت أبحث عن عمل. علَّق بأسلوب الموجّه التربوي شديد اللهجة: «لا تقول أبحث !!اشتغل أي شيء.. مو بس تِعلِف وتنام.. وتأخذ مصروفك من أبوك مثل البنات!!» عندها شعرت بالحقد الشديد على الرجل.. كرهت المكان الذي جمعني بهذه الأشكال، وانصرفت من المجلس مبكراً.

قد تندلع من لسان شخص كلمة أو عبارة أو تعليق مثل الشرارة، تنم عن غياب ذوقه وانحدار أخلاقه، كلمة أو عبارة واحدة.. قادرة على قلب مزاجك رأساً على عقب، والشعور بالضيق وتغيير نظرتك إليه، ورغبتك العارمة في أن لا تلتقي به مجدداً. المسألة ليست لها صلة بالمال ولا الجاه ولا المنصب، ولا الشكل، ولا الشهادات.. إنما بالشعور بالراحة والانجذاب والاطمئنان والرغبة في التواصل مع الشخص الذي يتحلى بأخلاق فاضلة وذوق رفيع لا يُشترى بملايين الدنيا فتفحص نفسك فربما كنت فقير اخلاق تجرح وتنفر العالم من حولك... الذوق الرفيع والأخلاق النبيلة وحدها التي أسرت قلوب الخلائق من كل حدب وصوب في التفافهم حول سيد الأخلاق رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - قال تعالى: «وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».