29 يوليو، 2011
28 يوليو، 2011
24 يوليو، 2011
تجارة رابحة بكل المقاييس
كان الرسول محمد صلي الله عليه وآله وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه قال الشاب " يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض "
فطلب الرسول ان يأتوه بالجار أتى الجار الي الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول
فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا.
فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح فقال للرسول الكريم : إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟
فأجاب الرسول نعم. فقال ابا الدحداح للرجل: أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائة نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته
فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه!! أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس، فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة على البيع وتمت البيعه
فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلاً " ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ "
فقال الرسول " لا " فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله
فأستكمل الرسول قائلا ما معناه " الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها
وقال الرسول الكريم " كم من مداح الى ابا الدحداح "
" والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها "
وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح
وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح
وعندما عاد ابا الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها
" لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط "
فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن
فقال لها " لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام "
فردت عليه متهلله "ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع "
21 يوليو، 2011
مكارم الأخلاق
هل تذكر رد فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لجاره اليهودي الذي يضمر الخلاف المشين والحقد الدفين في قلبه ، حيث كان يضع الأوساخ أمام بيت الرسول على الدوام ، وعندما فقد الرسول تلك الأوساخ يوماً ، شك بإن باليهودي خطب أو سوء ، فما كان منه إلا أن زاره وأطمئن عليه ، فأستغرب اليهودي وقال له : أنا لا أصدق دعوتك وأترك الأذى في طريقك وتزوني ! فقال له الرسول بما مضمونه : خلافك معي هو في قلبك لك وحدك ، وأختلاف فهمك بوجود إختلاف بين أدياننا لايمنعنا أن نعود بعضنا بعضا ً ، وأن يحفظ كلاً منا ستر الآخر ، ( فأنت إنسان ، وجار لبيتي ، وأراك وتراني ليل نهار) .
سيدي الكريم .. وجود الخلاف في قلب اليهودي ، ووجود الإختلاف بين الديانتين ، لم يمنع من وجود مشاعر المودة والألفة والأنصهار بينهما ، ففي الأخير يعود الجميع إلي إنسانيته روح ولحم وعظم ، والحساب عند الله .. فعدم وجود حقد وخلاف في قلب الرسول مع اليهودي ، أدى أولاً إلي أحتواء قلب اليهودي ، ومن ثم تنقية وتطهير قلبه من الخلاف أولاً ، ثم تصديقه بالرسالة المحمدية بأقتناعه بوجود مبدأ الإختلاف ثانياً ، ولهذا كله مسبب واحد فقط أدى إلي السبب ، وهو ( مكارم الأخلاق)
جزء من مقالة الى فوزي صادق (روائي وكاتب)
لا تنظر من منظار ضيق (قصة)
عاد الزوج من عمله
فوجد أطفاله الثلاثة أمام البيت
يلعبون في الطين بملابس النوم
التي لم يبدلوها منذ الصباح
وفي الباحة الخلفية
تبعثرت صناديق الطعام
وأوراق التغليف على الأرض
وكان الباب الأمامي للبيت مفتوحاً
أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى
فقد وجد المصباح مكسوراً
والسجادة الصغيرة مكومة إلى الحائط
وصوت التلفاز مرتفعاً
وكانت اللعّب مبعثرة
والملابس متناثرة في أرجاء غرفة المعيشة
وفي المطبخ كان الحوض ممتلئا عن آخره بِالأطباق
وطعام الأفطار ما يزال على المائدة و كان باب الثلاجه مفتوحاً على مصراعيه
صعد الرجل السلم مسرعاً
وتخطى اللعب و أكوام الملابس باحثاً عن زوجته
كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه
فُوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام
فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مبلله
والصابون تكسوه الرغاوي
وتبعثرت مناديل الحمام على الأرض
بينما كانت المرآة ملطخه بمعجون الأسنان
اندفع الرجل إلى غرفة النوم
فوجد زوجته مستلقية على سريرها تقرأ روايه
نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامه عذبه عن يومه
فنظر إليها في دهشة وسألها :ما الذي حدث اليوم؟!!
ابتسمت الزوجة مرة أخُرى وقالت:
كل يوم عندما تعود من العمل تسألني بأستنكار
ما الشيء المهم الذي تفعلينه طوال اليوم...أليس كذلك يا عزيزي
فقال : بلى
فقالت الزوجَه:
حسنا أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوُم!!
الرسالة..
من المهم جداً أن يدرك كل إنسان
إلى أي مدى يتفانى الآخرون في أعمالهم
وكم يبذلون من جهد لتبقى الحياة متوازنه
بشقيها و هما
(الأخذ و العطاء)
حتى لايظن أنه الوحيد الذي يبذل جهوداً مضنيه
و يتحمل الصعاب و المعاناة وحده
وحتى لاتغره سعادة من حوله و هدوئهم
فيظن أنهم لم يفعلوا شيئاً
ولم يبذلوا جهداً مَن أجل الوصول
إلى الراحَه و السعادة
15 يوليو، 2011
13 يوليو، 2011
أطفالنا سيحتفلون بالعيد الوطني في 14 فبراير
علي شريف*
كان أطفالنا على موعد مع تاريخ مختلف في علاقتهم بالوطن، فبعد 14 فبراير، سيحقّ لهم أن يغنوا ويرقصوا ويصرخوا في حبه، وأن يناموا في عرائه مبتهجين، وكأنهم للتو قد عادوا للوطن، أو عاد إليهم.
كانت ساحة اللؤلؤة مرتعاً وطنياً للطفولة، فكثيراً ما التصق أطفالنا بأحد أعمدة النصب، كثيراً ما رفرفت في أيديهم أعلام الوطن الحمراء، أو لبسوها رداءً، أو صبغوا بها وجوههم، وكثيراً ما لعبوا على العشب، أو استظلوا بالنخيل، وهم يتنفسون هواءً مختلفاً، كم كان ذلك ارتماءً في أحضان هذه الأرض.
لم يكن يمر يوم خلال ثورة فبراير، دون أن يطرب أطفالنا بالسماع إلى أناشيد الثورة وترديدها، حفظوها عن ظهر قلب، وأحسوا بها تملأ وجدانهم، أما الشعارات والهتافات فكان صداها يتردد في كل مكان، حتى أن أحد المشرفين في مدرسة ابتدائية خرج بالعصا لبعض الطلاب، بعد أن تجمعوا لتمثيل مظاهرة في ساحة المدرسة، وحين ضربهم هتف الصغار "سلمية، سلمية".
كانت المؤسسة الحاكمة توجه أفكار الطلاب بشكل قسري، بإجبارهم على حضور مهرجاناتها في الأستاد الوطني. كانت تلك صورة ملفقة يتدرب فيها الطلاب كرهاً على إلقاء أناشيد الولاء للنظام الملكي في جو احتفالي زائف، لا مكان فيه للوطن.
أما في دوار اللؤلؤة، فكانت هناك صورة أخرى حضر فيها الطلاب والطالبات بالزي الدراسي، واصطفوا طواعية في طوابير منظمة ملأت ساحات الدوار، ثم ألقوا أجمل الدروس الوطنية، حين رددوا الأناشيد والشعارات والهتافات بحماسة واندفاع. لقد حضرت في الدوار أفكارهم المستقلة، وتربيتهم الوطنية. فكم كانت تلك صورة كرنفالية وحرة، وكم كانت الصورة الأخرى مجحفة وعاجزة.
سألني ولدي (ذو الأعوام السبعة) لماذا يعتدون علينا يا أبي؟ قلت له وهو الذي بات يكره كل العساكر "هؤلاء ليسوا بحرينيين يا بني، إنهم مرتزقة" اطمأن ولدي كثيراً وقال: "البحريني ما يسوّيها". ربما سيتوجّب علي أن أعتذر له يوماً عن هذا الخداع، وإن بررته بالوحدة الوطنية.
بعد 15 مارس، ظنت السلطات أنها ستستطيع أن تشمل بعملية "التطهير" أذهان الأطفال أيضاً، فقمعت شعاراتهم وهتافاتهم، وأجبرتهم على استبدالها بشعارات الولاء التي صارت أكثر حدة وتطرفاً. كانت ردود فعل الأطفال وانعكاس ذلك على ذواتهم طريفة جداً. حكاية ابني على سبيل المثال، أن أحد الأصدقاء أراد اختباره فقال له مستدرجاً: الشعب يريد........؟ رد عليه ابني بابتسامة خبيثة: هل تريد الصدق أم الكذب؟!
وفي حكاية أخرى، تقول إحدى الزميلات، أن ابنها ذا العامين، إذا شاهد مقاطع للمظاهرات السابقة في التلفاز، يحنّ إلى الهتاف من جديد، ويترجى أمه السماح له بذلك، وحين ترفض يصرخ عالياً "يسقط مجتبى" قاصداً نفسه!
وينقل أحدهم أن إحدى الحافلات توقفت في نقطة تفتيش، وأمر العسكري جميع الطلاب أن يهتفوا "الشعب يريد خليفة بن سلمان"، ثم سمح لهم بالمرور. مرت لحظات فقط لكي يرتفع من الحافلة الشعار المعاكس بحدة "الشعب يريد إسقاط النظام". وعندما عاد أحد الأطفال لأمه من المدرسة، كان يسألها "ماذا يعني داون داون خليفة"؟ زجرته أمه وحذرته من ترديد هذه الأمور. فقال لها متعجباً "تحبين خليفة؟"
أحد الأطفال كان يجرّه آخر إلى مشرف المدرسة، وهو يصرخ خائفاً مضطرباً "والله أنا أحب الملك" كان ذلك منظراً مؤلماً شاهده أحد الوافدين وعلق في ذاكرته.
أما ذاكرة أطفالنا وأحفادنا وكل الأجيال القادمة، فإنها لن تنسى الطفلة فاطمة ابنة الشهيد عبد الرسول الحجيري، لن تنسى دموعها ولن تنسى خطابها التاريخي في حشود المشيعين:"أنا فاطمة بنت الشهيد عبد الرسول الحجيري، أريد أن أوصل صوتي هذا لكل العالم، لأقول لهم أنا قوية، وشجاعة، ولا أخاف، وهذا ما كان يقوله لي أبي دائماً، وأنا الآن أصبحت أقوى وأقوى، بفضل أبي العزيز"**
خرج هذا الجيل من دوار اللؤلؤة راوياً ومؤرّخاً. لقد رأوا بأم أعينهم كيف واجه آباؤهم وأخوانهم ونساؤهم القتل والضرب والاعتقال والخطف والتعذيب، في الشارع والبيت وحتى في المستشفى، لقد عاشوا ليال من الخوف والرعب، وعاشوا أياماً من العوز بعد أن قطعت أرزاقهم. يقول أحد الآباء: ستظل هذه الأحداث تنتقل عبر الأجيال وسيظل أبناؤنا يذكرونها على أنها أفظع وأبرز الأحداث إطلاقاً في تاريخ هذه البلاد.
كحال تمثال اللؤلؤة التاريخي، ستبقى الشعارات والهتافات جنباً إلى جنب مع مشاهد الدم ومشاعر الألم والخوف والغضب، عالقة في مخيلة أطفالنا، وماثلة في أذهانهم، هي فقط تنتظر اللحظة المناسبة لتنبعث من جديد، في ثورة مرتدة، ستكون جامحة بكل المعايير.
يسألني ولدي: هل سننتصر؟ فأرد عليه بأن جيله سيحتفل بالرابع عشر من فبراير عيداً وطنياً. فلربيع الثورات العربي، تواريخه الوطنية الجديدة.
*كاتب بحريني
منقول من موقع مرآة البحرين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)