26 ديسمبر، 2010

أكسجين


هل تشعر بالإختناق أحيانا؟
هل تحس بثقل أوبشيء ما يجثم على صدرك؟
هل لديك الرغبة بالإنطلاق بعيدا ًعن كل القيود؟
هل تشعر أنك غير منجذب إلى محيطك؟
متى كانت آخر مرة....أخذت فيها نفسا عميقا ً؟
أنت بحاجة إلى أكسجين.


الأكسجين غاز بسيط، مكون من ذرتين متشابهتين، وهو موجود في الغلاف الجوي بنسبة بسيطة جدا، هو لا يشكل غالبية المكونات، فمعظم مكونات الغلاف الجوي ليست أكسجين. لكنه يمنح الحياة للكائنات على كوكب الأرض، إن نسبة بسيطة من الأكسجين تمنح كل الحياة، و هذا ليس موضوعنا.

لكننا أحيانا، نشعر بالإختناق من كل العناصر المتداخلة و المتشابكة و الموجودة في حياتنا، إلى درجة تفقدنا القدرة على التركيز في نقطة ما، و حتما نكون بحاجة إلى الهروب ولو بشكل مؤقت، نكون بحاجة للبحث عن أهداف محددة، فنلجأ إلى الإختلاء بانفسنا، و البعد عن الأجندة اليومية. فجأة تقرر أنه لم يعد لديك إحتمال تفاصيل حياتك المتعددة، و أنك بحاجة إلى مساحة خاصة بك.....بك أنت وحدك، تريد أن ترى نفسك من الداخل، تعرف أولوياتك و ترتب الفوضى فى عقلك. أنت حتما بحاجة إلى أكسجين !!


أكسجين الحياة الزوجية، هو أن تترك مجالا للشريك لكي يعبر عن نفسه 
بدون مجاملة لك على حساب رغباته الكامنة، هو أن تعطيه أجازة مما هو مفروض عليه أو عليها، هو أن تعطي أجازة للعلاقة بينكما، مساحة من الإبتعاد المؤقت، لابد أن العلاقة أصبحت بحاجة إلى تجديد و تغيير الأجواء. أنت بحاجة إلى الإبتعاد قليلا عن الشريك، لكي تجعله يتنفس بحرية، و لنكن عمليين، عليك أن تمضي وقتا خاصا بك بعيدا عن العائلة، و أن تترك نفس المساحة للشريك، على أن تعودا عندما تدركان حقا، أن كل منكما أصبح مشتاق جدا ً إلى الآخر. خذ نفسا عميقا، و قل للشريك: نريد أن نبتعد قليلا.


أكسجين العمل، هو أن تقوم بالتجديد و الإبداع في الطريقة التي تؤدي بها نفس الوظيفة منذ سنوات، أن تكون مبادرا ً، و تشارك الآخرين بخبراتك، عليك أن تعتبر مكان العمل، مكانا للحياة التفاعلية مع الآخرين، مكان العمل ليس مكانا ً لكسب المزيد من المال، بقدر ما هو مكان لكسب الخبرات الشخصية والتفاعل مع الحياة اليومية. تحتاج إلى التنفس، عندما تتكلم مع مديرك بصراحة و واقعية، حتى لو كان مديرك من النوع ( الكاتم للصوت)، فأنت بحاجة إلى إطلاق كل ما لديه من رصاصات حتى يفرغ تماما، أنت بحاجة إلى التصارح معه، خذ نفسا عميقا.. وقل لمديرك: نريد أن نتحدث.


أكسجين الصداقة، هو أن تعترف في قرارة نفسك، أن هذا الصديق إنسان ثمين، حصلت عليه بالمصادفة، أحببته و أحبك، و تريد الإبقاء على علاقتكما أطول فترة ممكنة، عليك أن تدرك أنه إنسان مثلك، و لديه تفاعلات مختلفة مع عناصر حياته المختلفة عن حياتك، أنت بحاجة لأن تصارح صديقك بما يضايقك، بعيدا عن التجريح أو حتى المجاملة، صديقك لا يرى الأمور من منظارك، له منظاره الخاص، و له أصدقاؤه الآخرين. لا تخنق صديقك بحبك له أو بالإلتصاق به، أعطه مساحة للتحرك بعيدا عنك. و إذا ما شعرت بالإختناق من صداقتك، خذ نفسا عميقا ً.. وقل لصديقك: أريد مساحة خاصة بي.. و لنبقى أصدقاء.

ليست هناك تعليقات: