هل تذكر رد فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لجاره اليهودي الذي يضمر الخلاف المشين والحقد الدفين في قلبه ، حيث كان يضع الأوساخ أمام بيت الرسول على الدوام ، وعندما فقد الرسول تلك الأوساخ يوماً ، شك بإن باليهودي خطب أو سوء ، فما كان منه إلا أن زاره وأطمئن عليه ، فأستغرب اليهودي وقال له : أنا لا أصدق دعوتك وأترك الأذى في طريقك وتزوني ! فقال له الرسول بما مضمونه : خلافك معي هو في قلبك لك وحدك ، وأختلاف فهمك بوجود إختلاف بين أدياننا لايمنعنا أن نعود بعضنا بعضا ً ، وأن يحفظ كلاً منا ستر الآخر ، ( فأنت إنسان ، وجار لبيتي ، وأراك وتراني ليل نهار) .
سيدي الكريم .. وجود الخلاف في قلب اليهودي ، ووجود الإختلاف بين الديانتين ، لم يمنع من وجود مشاعر المودة والألفة والأنصهار بينهما ، ففي الأخير يعود الجميع إلي إنسانيته روح ولحم وعظم ، والحساب عند الله .. فعدم وجود حقد وخلاف في قلب الرسول مع اليهودي ، أدى أولاً إلي أحتواء قلب اليهودي ، ومن ثم تنقية وتطهير قلبه من الخلاف أولاً ، ثم تصديقه بالرسالة المحمدية بأقتناعه بوجود مبدأ الإختلاف ثانياً ، ولهذا كله مسبب واحد فقط أدى إلي السبب ، وهو ( مكارم الأخلاق)
جزء من مقالة الى فوزي صادق (روائي وكاتب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق