على الوتر - لميس ضيف
إياكم ودعوة المظلوم..
إياكم ودعوة المظلوم..
أطلقت طالبة جامعية سعودية بالتعاون مع صحفية مصرية مقيمة في الرياض حملة ضد التشهير بالنساء والفتيات بعنوان »أنا بشر«.. رفعت من قوله تعالى »وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم« شعارا لها.. وتتبنى تلك الحملة منذ سنوات مهمة الدفاع عن كل امرأة وفتاة اتهمت زوراً وإفكا في عرضها وأخلاقها، كما وتقف أيضا ضد التشهير بأي فتاة أخطأت في لحظة ضعف من منطلق أن الإسلام حرم التشهير بالمسلمين وإن كانوا عصاة مذنبين.. وتركز »أنا بشر« على مهمة تطهير مواقع الإنترنت والجوالات من أي مقاطع صوتية أو مرئية تشهر بأعراض الناس إما بإيقاف الموقع نهائيا أو دفع صاحبه لحذف الموضوعات المسيئة.. ونجحت الحملة حتى اليوم بإيقاف أكثر من ٥٤١ موقعا متخصصاً في الفضائح، كما وقطعت شوطاً هاماً في توعية الجمهور بتبعات هذه الظاهرة وسوءاتها..
والحقيقة أننا بحاجة اليوم - في ظل ما نشهده من موت للمروءة والضمير، وتهاو للخلق القويم- لعشرات من تلك الحملات.. بعد أن باتت الشبكة العنكبوتية مستنقعاً لضعاف النفوس، والسفهاء والجبناء الذين يطفئون ما في قلوبهم من غلّ وحقد بطعن الشرفاء في ظهورهم دون أن تهتز ضمائرهم لعظيم فعلهم الذي يحسبونه هيناً، وهي عند الله عظيم كما تشير الآية الكريمة..
وللأسف فإن كثيرين يشاركون في إثم تلك الرسائل بتداولها ونشرها، استناداً لعبارة يتداولها الجهّال تدعي بأنه »لا غيبة لفاسق« وهو مفهوم لا أساس في شريعتنا التي تُثيب على الستر وتُغلّظ الوعيد على من يتتبع عورات المسلمين.. علماً بأن الضمائر الحية - حتى لغير المتدينين - تعفّ عن اغتيال سمعة الآخرين وتدمير ذواتهم بهذا البساطة.. فعندما تسمع عن نشر نفر من الحقدة لمقطع إباحي مذيلاً باسم طالبة جامعية جمالها هو ذنبها الوحيد.. تتساءل أي مرض هذا الذي يخرس الضمير بهذا الشكل المقيت.. علما بأن المقطع لم يظهر وجه بطلته بما يتيح الجزم بهويتها؛ إلا أن ذلك لم يردع العاديين عن التشهير وتسقيطها لمجرد ورود اسمها في المقطع..!!
قبلها تدمرت حياة طالبة طب في الـ ١٢ عندما رفضت الزواج من شاب فنشر صورتها على النت على جسد عارٍ مرفقه برقم هاتفها.. ولم تستطع السلطات إثبات شيء ضده!! مؤخرا فقط.. وزعت صور زفاف بدعوى أنها التقُطت في زواج شواذ.. من يتصفحها من ذوي الأعين النقدية التي لا تعترف بالأحكام المسبقة يستطيع أن يتبين - بجلاء- أن العروس ليست رجلا كما تزعم الرسالة في عنوانها.. ليست آية في الجمال والنعومة نعم.. ولكن ذلك لا يبرر بأي حال وصمها بالرجولة!!بالطبع انهارت الفتاة وأودعت المستشفى، وأصيب زوجها بصدمة حادة.. ولأي منكم أن يتخيل وطء تناقل صور زفافه بدعوى أنه شاذ وزوجته رجل على حياته ونفسيته..!! هناك كثير الذي يمكن أن يقال في هذا الموضوع لولا ضيق المساحة.. لذا نكتفي بالقول إن عين العدالة لا تزال غافلة وقاصرة - لليوم - عن النيل من مروجي تلك الأباطيل - وناشريها - ولكن عين الله لا تنام ولا تغفل عنهم.. ونذكر من يستسهلون الخوض في الأعراض والإساءة للناس أن يتقوا الله في أنفسهم، ويتذكروا أن دعوة المظلوم ليسَ بينها وبين الله حجاب.
منقول من جريدة الأيام الجمعة 15فبراير 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق