لك أن تتصور أن جملة هائلة من مخترعين وأغنياء وصانعوا التاريخ في هذه الوسيطة كانوا يتمتعون بغباء فائق النظير حتى أني ذات مرة سألت بعض الأثرياء الأغبياء سؤالاً قلت فيه لماذا الأغنياء من الأغبياء؟
فقال :لأنهم يغامرون بكل شيء ولا يخافون من المستقبل.
قرأت كثيراً عن قصص الأغبياء الذين قادهم غبائهم للشهرة والغناء ,وصلوا إلى القمم..
فهذا أديسون المخترع للمصباح الكهربائي طرده معلموه من المدرسة الابتدائية لأنه غبي بليد لايفهم,فذهب واخترع لنا مئات الاختراعات وأصبح من أثرياء العالم والسر في ذلك هو قول أديسون حين سؤل كيف وصلت للشهرة فقال:
العبقرية واحد في المائة الهام-يعني ذكاء- و تسعه و تسعون بالمائة جهد.
وإليك قصة ذلك الطالب الذي حكم عليه مدرسوه بالغباء والبلادة والبلاهة وطلب من أهله إخراجه من الجامعة، ورغم تلك البداية المشؤومة إلا أنه حصل على400 اختراع وأس إمبراطورية هائلة لا يضارعها إلا القليل، وكان ذلك الغبي البليد هو العبقري جورج وستنجهاوس!!
و رغم أنه كان مقعدا قرب نهاية حياته إلا أنه أستمر في اختراعاته مستخدما كرسي المقعدين في تنقلاته و قد مات محاطا باختراعه الأخير و هو كرسي المقعدين المزود بموتور.
هيلين كيلر، أصيبت بأحد الأمراض الذي تركها فاقدة للبصر والسمع والنطق، وهو الأمر الذي قد يشكل عند البعض حالة إحباط أو حالة مساوية للموت، قال أحد الأطباء الذي اطلع على حالة هيلين أنه من الممكن أن ينمى ذكاء هذه الطفلة بشكل أو بأخر، فقد ابتكرت المعلمة “سليفان” طريقة فذة يتم من خلالها التعامل مع هيلين وتعليمها خاصة وأن هيلين لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم فجاءت طريقة المعلمة العبقرية بتعليم هيلين الحروف الهجائية بلمس داخل كف اليد، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصة لتعلم هيلين القراءة، وبعد عامين من الجهد والمثابرة تمكنت الطفلة من إجادة القراءة بطريقة برايل، ولم يكن هذا هو كل شيء فقد أجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممة بنفس حروف برايل وبذلك تمكنت هيلين من الإطلاع على العديد من الكتب وكتابة عدد من الكتب والمقالات الخاصة بها.
عندما وصلت هيلين إلى العاشرة من عمرها أصرت على تعلم الكلام والنطق فاستجابت المعلمة لطلبها وذلك بعد أن لاحظت أن هيلين يمكنها فهم الأصوات وتميزها عن طريق لمس حنجرة المعلمة وتحسس الذبذبات الصوتية بواسطة اللمس، وتمكنت هيلين من التحدث مع الناس وهي لا تسمعهم وذلك بتحريك شفتيها فقدمت عدد من الخطب القصيرة.
في عام 1900 التحقت هيلين بكلية “رد كليف” بصحبة معلمتها “آن سليفان” وكانت حينها في العشرين من عمرها، وكانت سليفان تعمل على ترجمة المحاضرات لها بطريقة لمس بطن كفها، وبعد أربع سنوات أنهت هيلين دراستها وهبت حياتها لمساعدة أمثالها من المعاقين، كما حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من
جامعة جلاسجو باسكتلندا.
ذاعت شهرة هيلين في العالم أجمع وذلك بعد أن قدمت عدد من المقالات بالصحف والمجلات، ثم أخذت تنشر عدد من مؤلفاتها منها ” مفتاح حياتي” وفي عام 1902 وضعت هيلين كتاباً عن تاريخ حياتها، وفي عام 1908 قدمت كتاب أخر بعنوان ” العالم الذي أعيش فيه”، ثم وضعت كتابها الشهير ” الخروج من الظلام” عام 1913م.
مما قالته في أحد كتبها ” كن منشرح الصدر دائماً ولا تفكر في إخفاقات اليوم ولكن اهتم بالنجاحات التي ربما تأتي في الغد القريب”
عندما خضع “رايان كاشا” لاختبارات الذكاء في طفولته، تبين أن نسبة ذكائه منخفضة جداً، وقال الأطباء إنه معاق، بدأ والداه يحاولان التكيف مع مأساتهما الجديدة، ولكن رايان تغلب على إعاقته، والتحق بالجامعة، وتخرج فيها بمرتبة الشرف. هل تعرف من هو ريان كاشا ؟إنه ذاك الفرد الذي قُدِّرت نسبة ذكاءه ب 43 أي صنف من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يلتحقون بمدارس التربية الفكرية ، التحق بها في طفولته وبعد حين وبعد سخرية الناس منه ضمه والده للمدارس العادية ليعطي دعماً لأبنه وليُخرِس الألسنة عنه ، انتظم الطالب بالمدرسة وأخذ يبرمج نفسه ويُعدها لبذل المزيد من الجهد حتى يلحق بركب الأسوياء ، وفعلاً هذا ما طبقه حتى حصل على الماجستير في الرياضيات وحضّر الدكتوراه في جامعة فلوردا!!
فالغباء لايعني بالضرورة أن نتوقف عن العطاء وأن نستسلم .
إنما يعني أننا بحاجة أن نتفهم الأشياء التي من حولنا وأن نبادر لاكتشافها .
ليس هناك رجل غبي تماما ولكنه غبي بشي وذكي بشيء آخر فعليك أن تكتشف نفسك وتنظر إلى ميولك لتعرف اين أنت؟
فالغباء مع قوة الإرادة يصنع المستحيل والذكاء مع الخمول والكسل يجعلنا لاشيء ..
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى … فما انقادت الآمال إلا لصابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق